مصر على خط النار: هل انتهى "السلام البارد" مع إسرائيل إلى الأبد؟

مصر على خط النار: هل انتهى "السلام البارد" مع إسرائيل إلى الأبد؟


تحول جوهري في العلاقة المصرية - الإسرائيلية: من السلام البارد إلى مواجهة معلنة

 

تحول جوهري في العلاقة المصرية - الإسرائيلية: من السلام البارد إلى مواجهة معلنة

لم تعد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب كما كانت عليه طوال العقود الأربعة الماضية. فالتصريحات والمواقف المتصاعدة تشير إلى تحول نوعي يتجاوز الأزمات العابرة التي شهدها البلدان في الماضي، حيث يخرج الصراع الكامن من تحت الرماد إلى العلن.

 

تصريح "العدو" والحدود الدبلوماسية المتجمدة: في تطور بالغ الدلالة، وردت تقارير عن استخدام مصر وصف "العدو" للإشارة إلى إسرائيل خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، وذلك عقب القصف الإسرائيلي لوفد حركة حماس.

 

هذا التصريح، وإن كان يحتاج تأكيدًا رسميًا، فإنه يعكس حدة المناخ السياسي الحالي.

 

كما أن غياب السفراء بين البلدين لسنوات، وعدم اعتماد القاهرة للسفير الإسرائيلي الجديد، يعد مؤشرًا عمليًا على برودة العلاقات وضيق قنوات الاتصال المباشر، مما يضعف آليات حل الأزمات التقليدية.

 

إدارة الأزمة الحالية: حرب سياسية وأمنية على حدود الهاوية

 

تتعدد أوجه المواجهة بين القاهرة وتل أبيب، حيث لم يعد الصراع مقتصراً على الجانب العسكري التقليدي، بل تحول إلى معركة سياسية وإعلامية وأمنية معقدة تتداخل فيها الاتهامات والاستعدادات.

 

وعلى الرغم من حدة التصريحات، يرى مراقبون أن كلا الطرفين يتحركان في إطار ما يُعرف بـ "إدارة الأزمة" بهدف تحقيق مكاسب دون الدخول في مواجهة شاملة، وإن كان التوتر الحالي هو الأعلى منذ عقود .

 

اتهامات التهريب: الذريعة الأمنية الجديدة:

 

إلى جانب الاتهامات المتعلقة بالحشد العسكري، توسع إسرائيل من ساحة اتهاماتها لمصر.

 

فقد برزت في الآونة الأخيرة مزاعم إسرائيلية حول تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى داخل إسرائيل، وخاصة تلك التي يُزعم أن وجهتها هي مواطنو إسرائيل من عرب ٤٨ .

 

أفادت تقارير إسرائيلية، كمثال، بتسرب أكثر من 100 طائرة مسيرة (درون) عبر الحدود المصرية خلال شهر واحد، بعضها قادر على حمل أوزان تصل إلى 80 كيلوغراماً .

 

وتُصوِّر إسرائيل هذه الظاهرة على أنها "تهديد وجودي" لسلامة دولةٍ تعتبر سكانها الفلسطينيين "خطراً أمنياً" .

 

وتُصوِّر إسرائيل هذه الظاهرة على أنها "تهديد وجودي" لسلامة دولةٍ تعتبر سكانها الفلسطينيين "خطراً أمنياً" .

يحلل مراقبون أن هذه الاتهامات تُستخدم كـ "ذريعة وهمية" لعدة أهداف:

 

أولاً، لخلق مبرر عام لتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي على طول الحدود مع مصر استعداداً لأي سيناريو محتمل .

 

ثانياً، للضغط على مصر أمنياً ودبلوماسياً من خلال تصويرها كطرف غير قادر أو غير راغب في السيطرة على حدوده، مما يسهل على إسرائيل المطالبة بتدخلات أمريكية لصالحها .

 

الاستراتيجية المصرية:

 

الاستراتيجية المصرية:

التمسك بالشرعية ورفض الابتزاز:

 

في مواجهة هذه الحملة، تتبنى مصر استراتيجية تقوم على دعامتين رئيسيتين:

 

الشرعية الدولية و الحزم في الدفاع عن الأمن القومي، فقد أكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بشكل قاطع أن جميع التحركات العسكرية في سيناء تتم في "إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام" وأن مصر لم تخرق أي اتفاق على مدار تاريخها .

 

هذا الرد يهدف إلى نزع الشرعية عن الرواية الإسرائيلية على المسرح الدولي.

 

في الوقت نفسه، يبقى الرفض المصري القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء هو محور استراتيجيتها الدفاعية، باعتباره "خطاً أحمراً" يساوي إعلان حرب على السيادة المصرية .

 

وبالتالي، فإن التعزيزات الأمنية تُقرأ في هذا السياق كاستعداد لحماية الحدود من أي تبعات قد تنشأ عن استمرار الحرب في غزة، وليس بالضرورة كاستعداد لهجوم مبتدأ.

 

الدور الأمريكي وحسابات القوى العظمى:

 

تكشف الأزمة عن الطبيعة المثلثة للعلاقة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، لجأت إسرائيل، وفقاً لتقارير، إلى طلب تدخل الإدارة الأمريكية للضغط على القاهرة .

 

هذا يضع واشنطن في موقع الحكم الذي يحاول الموازنة بين حليفين استراتيجيين.

 

قد تدفع هذه الديناميكية مصر إلى تعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية الأخرى لتحقيق توازن استراتيجي وعدم الانكفاء على المحور الأمريكي-الإسرائيلي .

 

خلاصة الاستراتيجيتين: لعبة القط والفأر على حافة الهاوية

 

في الختام، يمكن النظر إلى الاستراتيجية الإسرائيلية على أنها تسعى لـ "عسكرة الأزمة" من خلال تضخيم التهديدات الأمنية لخلق واقع جديد على الأرض، بينما تتبع مصر استراتيجية "تسييس الدفاع" بالتمسك بالاتفاقات الدولية وشرعية موقفها الرافض للتهجير.

 

المشهد الحالي هو "حرب على الورق وعلى الأرض"، حيث تُستخدم الاتهامات والإجراءات العسكرية المحدودة كلاعب في معركة إرادات أوسع.

 

نجاح أي من الاستراتيجيتين سيعتمد على قدرة كل طرف على حشد الدعم الدولي وإدارة التوتر دون الانزلاق إلى الهاوية التي لا يريدها طرف بشكل كامل، لكن المنطقة تقف على حافتها أكثر من أي وقت مضى.

 

الموقف المصري الرسمي:

 

التمسك بالسلام رافضًا للابتزاز ومدافعًا عن السيادة

 

في خضم الاتهامات المتبادلة، خرجت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ببيان رسمي يوضح الموقف بشكل قاطع.

 

وجاء البيان ردا على ما تردد في بعض الوسائل الإعلامية العالمية حول التواجد العسكري المصري في سيناء .

 

أكد البيان على عدة مبادئ أساسية:

 

الهدف من التواجد العسكري:

 

أوضحت الهيئة أن وجود القوات المسلحة المصرية في سيناء يستهدف في الأساس تأمين الحدود المصرية ضد جميع المخاطر التي تهدد الأمن القومي، بما في ذلك العمليات الإرهابية والتهريب .

 

الشرعية والتنسيق:

 

شدد البيان على أن هذه التحركات تتم في إطار من الشرعية، استناداً إلى القانون الدولي، وبموجب التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام .

 

التمسك بالمعاهدة:

 

أكدت مصر حرصها التام على استمرار معاهدة السلام، مُذكرة بأنها "على مدار تاريخها لم تخرق معاهدة أو اتفاقا" .

 

هذا الموقف الرسمي يأتي في سياق اتهامات إسرائيلية متكررة بخرق مصر للترتيبات الأمنية، وهي اتهامات تنفيها مصادر مصرية مطلعة وتصفها بأنها "مزاعم" تهدف إلى خلق ذرائع للضغط السياسي أو تبرير الوجود الإسرائيلي عند حدود مصر، كما هو الحال في منطقة محور فيلادلفيًا .

 

وفي تحليل أوسع، يرى خبراء أن مصر تتعامل مع المعاهدة كأداة مرنة قابلة للتكيف مع المتغيرات الأمنية، حيث شهدت العقود الماضية تفاهمات متجددة بين الجانبين تتيح تكييف البنود الأمنية في سيناء بما يتلاءم مع الواقع المتغير دون المساس بجوهر المعاهدة، خاصة في مواجهة الإرهاب العابر للحدود .

 

رفض التهجير والتأكيد على حل الدولتين

 

على صعيد متصل، وفي قلب الأزمة الحالية، تعاود مصر تأكيد رفضها التام لأي محاولات تهدف إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

 

يعتبر هذا الموقف "الخط الأحمر" المصري، حيث ترى القاهرة أن مثل هذا المخطط يمثل تهديداً وجودياً للأمن القومي وإعلاناً للحرب، كما أنه يحمل مخاطر إنسانية وسياسية جسيمة .

 

بدلاً من ذلك، تظل مصر داعمةً رئيسية للحل السياسي، حيث تؤكد مجدداً على مساندتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لحل الدولتين، على أساس حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

 

هذا الموقف يتوافق مع مسار دبلوماسي دولي أوسع، حيث حظي حل الدولتين بدعم متزايد من دول عديدة، بما فيها دول أوروبية اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين .

 

هذا الموقف يتوافق مع مسار دبلوماسي دولي أوسع، حيث حظي حل الدولتين بدعم متزايد من دول عديدة، بما فيها دول أوروبية اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين .

خلاصة الموقف الاستراتيجي

 

يوضح البيان الرسمي والمواقف السياسية المصرية نهجاً واضحاً يقوم على دعامتين رئيستين:

 

الدعامة الأولى:

 

الدفاع عن السيادة والأمن القومي بحزم، حيث تتمسك مصر بحقها في حماية حدودها وتأمين أراضيها، مع التأكيد على أن تحركاتها تتم ضمن الأطر القانونية والتنسيقية المتفق عليها.

 

الدعامة الثانية:

 

الإصرار على السلام العادل، من خلال التمسك بمعاهدة السلام كإطار للاستقرار، ورفض سياسات التهجير، والدعوة المستمرة لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

 

هذا الموقف يجمع بين البراغماتية في التعامل مع الترتيبات الأمنية القائمة والمبدئية في الدفاع عن الحقوق الوطنية والقومية.

 

ملف التهجير إلى سيناء: الخط الأحمر المصري الذي لا يُجارى

 

يشكل الملف الفلسطيني والضغوط الإسرائيلية لتهجير سكان غزة نحو سيناء التهديد الأكثر مباشرة للأمن القومي المصري، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع وتعتبره مساساً بالسيادة.

 

رفض مصري مطلق ورفع درجة التأهب:

 

تعتبر مصر أي حديث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بمثابة "إعلان حرب" وتهديد للأمن القومي المصري.

 

وقد حرصت القيادة السياسية المصرية على تأكيد رفضها التام لتوسيع العمليات العسكرية في غزة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم في كل المحافل.

 

هذا الموقف لا تحده اعتبارات سياسية فحسب، بل أيضاً مخاوف من حدوث تغيير ديموغرافي يضعها أمام معادلة أمنية وإنسانية صعبة على حدودها الشرقية، حيث يتحول ملف اللاجئين إلى أزمة دائمة.

 

سيناء كورقة ضغط في لعبة أكبر:

 

تحذر تحليلات من وجود مخطط أوسع يُعرف باسم "سيناء مقابل الماء".

 

وفقًا لهذه القراءة، فإن الفشل في تمرير مخطط التهجير دفع بأطراف دولية وإقليمية إلى استخدام ملف سد النهضة الإثيوبي كورقة ضغط جديدة لابتزاز مصر وإجبارها على تقديم تنازلات سيادية تتعلق بسيناء أو بمواقفها الإقليمية الأخرى.

 

وفقًا لهذه القراءة، فإن الفشل في تمرير مخطط التهجير دفع بأطراف دولية وإقليمية إلى استخدام ملف سد النهضة الإثيوبي كورقة ضغط جديدة لابتزاز مصر وإجبارها على تقديم تنازلات سيادية تتعلق بسيناء أو بمواقفها الإقليمية الأخرى.

وهذا يضيف بُعداً أكثر تعقيداً للأزمة، بربط ملفين حيويين للأمن القومي المصري.

 

قيادة الحراك الدولي:

 

كيف تستعيد مصر دورها المحوري في القضية الفلسطينية؟

 

برزت مصر كلاعب محوري في تعبئة الرأي العام والدعم الدولي للقضية الفلسطينية، مساهمة في خلق تحول دبلوماسي ملحوظ يضغط على الدبلوماسية الإسرائيلية.

 

دفع نحو اعتراف تاريخي بالدولة الفلسطينية:

 

تقود مصر جهوداً دبلوماسية حثيثة، بالشراكة مع دول عربية وأوروبية، من أجل تحقيق اعتراف دولي أوسع بدولة فلسطين.

 

وقد أثمرت هذه الجهود عن تحول لافت، حيث أعلنت دول أوروبية كبرى مثل فرنسا عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين خلال كلمتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

هذا الحراك نجح في خلق حالة من الزخم الدولي الذي يعزل الموقف الإسرائيلي.

 

عزل الدبلوماسية الإسرائيلية:

 

يُنظر إلى موجة الاعترافات المتسارعة هذه على أنها علامة على "انتهاء مرحلة الدعم غير المشروط" لإسرائيل في بعض العواصم الغربية، وبداية تحول في المواقف تجاه السياسات الإسرائيلية في غزة.

 

هذا التحول، الذي تقف مصر خلفه إلى حد كبير، يضع إسرائيل في حالة من العزلة السياسية المتزايدة، ويُظهر فاعلية الدبلوماسية المصرية في تحريك الملف على الساحة الدولية.

 

استراتيجيات القوى العظمى:

 

الضغوط الأمريكية والدبلوماسية المصرية في موازين القوى

 

في خلفية هذه الأحداث، تتحرك استراتيجيات القوى الدولية، حيث تحاول مصر الحفاظ على تحالفاتها مع تفادي سياسات الضغط، خاصة من الجانب الأمريكي.

 

العلاقات المثلثة:

 

مصر أمريكا إسرائيل:

 

العلاقات المصرية الأمريكية علاقة معقدة، حيث لم تكن أبدًا علاقة ثنائية خالصة، بل هي علاقة مثلثة يكون فيها الطرف الإسرائيلي لاعباً رئيسياً.

 

فتحسن العلاقة أو تدهورها ليس في يد مصر وأمريكا فقط، بل يتأثر بشكل كبير برغبات ومصالح إسرائيل.

 

وقد كشفت تقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الإدارة الأمريكية ممارسة الضغط على القاهرة بشأن الوجود العسكري في سيناء، مما يظهر كيف يمكن لإسرائيل أن تكون طرفاً مؤثراً في هذه المعادلة.

 

تحصين الموقف عبر تحالفات متعددة:

 

لا تضع مصر كل بيضها في سلة واحدة، فقد ظهر ذلك جلياً من خلال التحركات الدبلوماسية النشطة لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي مثل مصر في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، إلى جانب التوجه إلى الصين لحضور اجتماعات منظمة شانغهاي للأمن.

 

هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق توازن استراتيجي وعدم الانكفاء على محور واحد، وتعزيز شبكة علاقات مصر الدولية لمواجهة أي ضغوط.

 

الخلاصة: مشهد إقليمي على حافة الهاوية.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

 

الخلاصة: مشهد إقليمي على حافة الهاوية.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

توضح التطورات الأخيرة أن مصر تقف في قلب معركة إقليمية مصيرية، حيث لم يعد الصراع مع إسرائيل مقتصراً على الجوانب الأمنية التقليدية، بل امتد إلى مجالات الدبلوماسية والإعلام وحتى الملفات الاقتصادية مثل المياه.

 

إن رفض مصر القاطع لمخطط التهجير، وقيادتها للحراك الدولي للاعتراف بدولة فلسطين، وتصميمها على حماية أمنها القومي في سيناء ومواجهة ضغوط ملف سد النهضة، جميعها مؤشرات على إصرارها على لعب دور محوري مستقل.

 

المشهد الحالي هش وخطير، والخطوات القادمة للفاعلين الرئيسيين - خاصة مع استمرار الحرب في غزة - ستحدد ما إذا كانت المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد أم نحو إعادة هيكلة جديدة لعلاقاتها تقوم على احترام مصالح جميع الأطراف.

 

التوصيات الاستراتيجية: خارطة طريق للمواجهة الدبلوماسية والأمنية

 

لمصر: مواصلة تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية (العربية، الأفريقية، البريكس) لتكوين جبهة دبلوماسية وسياسية قادرة على مواجهة مخططات التهجير والضغوط المائية، مع العمل على تحقيق درجة أعلى من الاكتفاء الذاتي في الملفات الاستراتيجية.

 

للمجتمع الدولي: دعم المسار الدبلوماسي لحل القضية الفلسطينية عبر الضغط الجاد من أجل تنفيذ حل الدولتين، ورفض أي محاولات لخلق حقائق على الأرض تنتهك القانون الدولي وتزيد المنطقة اشتعالاً.

 

للمراكز الفكرية والإعلام: تعميق الدراسات التي ترصد وتحلل أدوات النفوذ غير التقليدية المستخدمة في الصراعات الإقليمية، مثل السلاح المائي (السدود) والحروب الإعلامية الرقمية، لتشكيل وعي جماهيري قادر على فهم أبعاد المعركة.

 

الخاتمة:

 

يبدو المشهد الإقليمي وكأنه بركان خامد يتهدد بالانفجار في أي لحظة.

 

لم تعد المواجهة بين مصر وإسرائيل مجرد صراع حدودي تقليدي، بل تحولت إلى حرب سياسية ودبلوماسية وإعلامية شاملة، حيث تُستخدم كل الأوراق من ملف التهجير إلى سد النهضة كأسلحة في معركة إعادة رسم التحالفات.

 

تقف مصر اليوم عند مفترق طرق تاريخي، إما أن تعزز دورها القيادي من خلال تحالفاتها الذكية ورفضها القاطع للابتزاز، فتُكرس نفسها كقطب إقليمي فاعل، أو أن تنجرف في دوامة التصعيد التي تريدها لها أطراف أخرى.

 

الخيارات التي ستُتخذ في الفترة القادمة لن تُشكل مصير الصراع العربي-الإسرائيلي فقط، بل ومستقبل الاستقرار في المنطقة بأكملها.

  

تعليقات