المقدمة: سيناريو التصعيد
الأكثر خطورة
في ظل استمرار العدوان على
غزة وتصاعد التهديدات بإغلاق المضايق الدولية و إستخدام سياسة التجويع مع سكان
قطاع غزة، تطفو على السطح تساؤلات مُقلقة: هل تؤدي عمليات التهجير القسري إلى
مواجهة مصرية-إسرائيلية مباشرة؟ وهل تتحول الميليشيات المسلحة إلى جيوش نظامية في
اليمن ولبنان والعراق وسوريا والجزائر؟ تحليلنا اليوم يناقش هذه السيناريوهات
الكارثية، مع تحديثات خطيرة، ويُقيِّم فرص التعاون المصري-الإيراني كعامل مفاجئ في
المعادلة.
- عمليات التهجير
الممنهج في رفح وخان يونس تتسارع تحت ذريعة "مناطق آمنة"، بينما تكشف
تقارير الأمم المتحدة عن استخدام هندسة التجويع كأداة ضغط.
- الجيش المصري
يُعزِّز تحصيناته على الحدود الشرقية، بينما تتهم "معاريف" الإسرائيلية
مصر بنشر ١٨٠ كتيبة في سيناء (٤ أضعاف المسموح به باتفاقية السلام).
ماذا يعني هذا
> "أي
اشتباك على الحدود – حتى لو محدود – قد يُشعل جبهة جديدة تُعيد رسم تحالفات
المنطقة
أحدث التطورات:
- البرلمان العراقي
يدرس قانونًا لدمج "الحشد الشعبي" رسميًا في الجيش.
- الجزائر تُحذِّر
من تمدد الميليشيات الإيرانية (جبهة العشرية السوداء، البوليساريو) بعد تصريحات
مسؤولين إيرانيين.
الخطر الأكبر:
> تحوُّل الصراع
إلى "حرب دينية" إذا تبنت هذه الجماعات خطابًا طائفيًا متطرفًا بدعم
رسمي من دولها.
مضيق جبل طارق.. ورقة الضغط الإيرانية الجديدة
قدرات الإغلاق (حسب محللين
عسكريين):
- إيران لا تملك
منفذًا مباشرًا للمضيق، لكنها تعتمد على:
∙ جماعات
جزائريةمدعومة (البوليساريو، جبهة العشرية السوداء).
∙ صواريخ كروز
(سومار، يا علي) التي قد تُطلق من السواحل الجزائرية علي السفن.
التداعيات على مصر:
> تعطيل ٤٠% من تجارتها مع أوروبا وأمريكا الشمالية عبر البحر المتوسط.
الترسانة الصاروخية الإيرانية.. تهديد يتخطى الحدود
أخطر ٣ صواريخ لدى
الميليشيات:
1. فاتح ١١٠ (مدى
٣٠٠ كم)
→ لدى الحوثيين.
2. رعد (صواريخ
مضادة للسفن)
→ لدى حزب الله.
3. قيام ١ (مدى ٨٠٠
كم)
→ لدى الفصائل العراقية.
تقارير استخباراتية عن نقل
إيران صواريخ "خرمشهر" (مدى ٢٠٠٠ كم) إلى الحوثيين ردًا على الضربات
الأمريكية في البحر الأحمر.
الفرص الاقتصادية لمصر.. لعبة الموانئ والممرات البديلة
- الممر اللوجستي
طابا-العريش: ربط موانئ العقبة الأردنية بموانئ البحر المتوسط المصرية (شرق
بورسعيد، دمياط).
- القطار السريع
مصر-المغرب: مشروع ضخم يمر بليبيا وتونس والجزائر (بتمويل إماراتي-صيني).
- اتفاقية أغادير:
تسهيل التبادل التجاري بين مصر، تونس، المغرب، الأردن.
> "إغلاق
باب المندب أو جبل طارق يعزز أهمية مصر كبوابة بديلة لأوروبا!" – محلل
اقتصادي في فاينانشال تايمز.
التعاون المصري-الإيراني.. تحالف تفرضه المصالح

دلائل التقارب:
- زيارة عراقجي لمصر
في وتأكيده على "الشراكة الاستراتيجية".
- صفقات سلاح محتملة
بين مصر و إيران.
تحذير:
> هذا التحالف
يهدد العلاقات المصرية-الخليجية وقد يدفع السعودية للإسراع في تطبيع العلاقات مع
إسرائيل.
سيناريو الحرب الشاملة.. من يربح؟
مصر:
مكاسب: تعزيز دورها الإقليمي
خسائر: تعطيل المشروعات التنوية
ثم إيران:
إيران:
مكاسب: تصدير الثورة
خسائر: حصار اقتصادي دولي
وأخيرًا إسرائيل:
إسرائيل:
مكاسب: دعم غربي غير محدود
خسائر: إبادة شاملة لدويلة الخنازير
توقعات 2025 :
احتمالية ٧٠% لتصعيد محدود، و٣٠% لحرب إقليمية إذا فشلت المفاوضات حول غزة.
مصر
المكاسب: تعزيز دورها الإقليمي
التفصيل: تستطيع مصر أن تعزز مكانتها
كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط من خلال الوساطة في المفاوضات وإدارة الأزمات. دورها
في مفاوضات غزة وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي يعتبران مثالين بارزين على ذلك.
الأثر: هذا يؤدي إلى زيادة نفوذها
الدبلوماسي والاقتصادي، وتحسين علاقاتها مع الدول العربية والقوى الدولية، مما
يمنحها مكانة أقوى على الساحة العالمية.
إيران
المكاسب: تصدير الثورة
التفصيل: تسعى إيران إلى توسيع نفوذها
الإقليمي من خلال دعم الحركات والميليشيات المتحالفة معها، مما يعزز تأثيرها
السياسي والعسكري في المنطقة.
الأثر: يؤدي ذلك إلى تعزيز وجودها في
دول مثل سوريا، لبنان، والعراق، وزيادة الضغط على الدول التي تعارض سياساتها، مما
يمنحها نفوذًا أكبر في الصراعات الإقليمية.
الخسائر: حصار اقتصادي دولي
التفصيل: العقوبات الاقتصادية المفروضة
على إيران قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الداخلية، مما يحد من قدرتها على
تمويل أنشطتها الخارجية.
الأثر: ينتج عن ذلك تدهور الوضع
الاقتصادي، مع زيادة الضغوط الداخلية على الحكومة والاضطرابات الاجتماعية
المحتملة.
إسرائيل
المكاسب: دعم أمريكي غير محدود
التفصيل: تتلقى إسرائيل دعمًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا من الولايات
المتحدة الأمريكية، مما يعزز قوتها العسكرية والاقتصادية في مواجهة التحديات
الإقليمية.
الأثر: يساهم ذلك في إنهيار ما يسمي بنظرية ألامن القومي
الصهيوني التهديدات المحيطة بها، مما يساهم في إبادتها بشكل كامل. .
الخسائر: إبادة شاملة لدويلة الخنازير
التفصيل: في حال تصعيد الصراعات إلى مستوى حرب إقليمية، قد
تتعرض إسرائيل لخطر كبير يهدد وجودها، خاصة إذا تحولت التوترات إلى مواجهات شاملة.
الأثر: يشكل ذلك تهديدًا وجوديًا، مع ضغوط متزايدة على
استقرارها الداخلي والخارجي، وربما انهيار بنيتها في سيناريوهات متطرفة.
توقعات 2025
احتمالية 70% لتصعيد محدود: من المرجح
أن تشهد المنطقة تصعيدًا محدودًا في التوترات، مع استمرار الصراعات المحلية
والإقليمية دون الوصول إلى حرب شاملة.
احتمالية 30% لحرب إقليمية: إذا فشلت
المفاوضات حول غزة، فقد تتفاقم الأوضاع وتتحول إلى حرب إقليمية تشمل عدة دول، مما
يزيد من مخاطر الدمار والخسائر على جميع الأطراف.
الخاتمة: المنطقة على حافة الهاوية:
تعيش منطقة الشرق الأوسط اليوم مرحلة بالغة الخطورة، ربما الأشد وطأة منذ
أكثر من 50 عامًا، حيث تعود إلى الأذهان ذكريات ما قبل حرب 1967 التي أعادت تشكيل
المنطقة بأكملها.
التطورات الأخيرة تؤكد أننا نقترب من هاوية قد تغير ملامح المنطقة لعقود
قادمة.
ففي غزة، نشهد تهجيرًا قسريًا يعيد إحياء المآسي التاريخية، حيث يدفع
المدنيون الأبرياء ثمن صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وفي الوقت ذاته، يواصل التمدد العسكري الإيراني تهديد الاستقرار الإقليمي،
مع تدخلاته المستمرة في دول الجوار التي تزيد من مخاطر اشتعال حرب شاملة.
أما التحالفات الهشة التي تربط دول المنطقة فتبدو كخيوط عنكبوت قد تنهار في
أي لحظة، مما ينذر بفوضى قد تعيد رسم الخرائط بطريقة لم نشهدها من قبل.
مصر: فرصة تاريخية ومسؤولية عظيمة:
في خضم هذا العاصفة، تبرز مصر كلاعب رئيسي يملك القدرة على تغيير مسار
الأحداث.
إنها أمام فرصة تاريخية لقيادة ما يمكن تسميته "دبلوماسية تجنب
الكوارث".
بفضل موقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط،
تمتلك مصر الأدوات اللازمة لتهدئة التوترات ومنع التصعيد الكارثي.
لقد كانت مصر على مر العصور صوت العقل والحكمة في المنطقة، واليوم تُدعى
لتجديد هذا الدور في لحظة مصيرية.
نجاحها في هذه المهمة لن يقتصر على حماية شعبها فحسب، بل سيؤكد مكانتها
كقائد إقليمي لا غنى عنه، يحمل على عاتقه مصير المنطقة بأسرها.
الثمن الأغلى: مخاطر الفشل:
لكن هذه الفرصة لا تأتي بدون مخاطر جسيمة.
إذا فشلت مصر في جهودها الدبلوماسية، فقد تجد نفسها تدفع ثمنًا باهظًا.
الحرب الإقليمية، إذا اندلعت، لن ترحم البنية التحتية التي بذلت مصر جهودًا
جبارة لبنائها في السنوات الأخيرة، وقد تعرض اقتصادها المتنامي لضربات قاصمة.
والأخطر من ذلك، قد تفقد مصر دورها المحوري في المنطقة، مما يهدد بتقويض
عقود من الإنجازات والاستقرار.
إن المخاطر ليست مجرد احتمال، بل واقع قد يطرق الأبواب إذا لم تُدار الأزمة
بحكمة وشجاعة.
دعوة للعمل: مصر تقود النجاة:
الوقت يداهمنا، والمنطقة تقف على شفا الهاوية.
على مصر أن تتحرك بسرعة وحزم، مستخدمة كل ما لديها من نفوذ دبلوماسي وقوة
سياسية لمنع الكارثة.
إنها لحظة تاريخية تتطلب من مصر أن تكون على قدر المسؤولية، فشعبها الذي صنع
الحضارة قادر على صنع السلام.
النجاح في هذه المهمة لن يكون مجرد انتصار لمصر، بل إنقاذ للشرق الأوسط من
مستقبل مظلم.
فلتتقدم مصر، بكل فخر وعزيمة، لتقود المنطقة نحو الاستقرار والأمل.
تعليقات
إرسال تعليق