تخطو الدولة خطوات ثابتة فى ملف إعادة هيكلة قطاع التعدين، للحفاظ على ثروتها المعدنية، من خلال إدارة واستغلال المحاجر والملاحات، وإنشاء مجمعات صناعية لتوطين العديد من الصناعات العالمية، مثل ألواح الكوارتز، حيث تعتبر مصر هى الوحيدة على مستوى العالم التى تمتلك المقومات الكاملة لمصنع إنتاج الكوارتز، من حيث المنجم والمصانع
ففى 28 أبريل 2020 صدر قرار بإنشاء الشركة المصرية للتعدين، إحدى الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، من أجل إنشاء مجمع لإنتاج ألواح الكوارتز بالعينة السخنة، فى ظل امتلاك مصر أجود وأنقى أنواع الكوارتز على مستوى العالم، حيث سعت شركة النصر للتعدين لإنشاء مصنع للتكسير والطحن، ومصنع آخر لإنتاج ألواح الكوارتز
درجة نقاء الكوارتز المصرى تفوق الـ99%،
جعلته يدخل فى العديد من الصناعات العالمية منها الشرائح الإلكترونية لأجهزة الكمبيوتر والسيارات، وكذا الخلايا الخاصة بالطاقة الشمسية، وهو ما يساعد فى خطط الدولة لتوطين الصناعة فى مصر
مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة يضم معامل لتحليل المعادن لرفع القيمة الاقتصادية لها، وأحدث التحاليل الكيميائية للتعرف على جودة المادة التعدينية، وجودة نقائها وتركيزها
كما يضم المجمع الوحدات الإنتاجية والمصانع التابعة للشركة المصرية للتعدين، بشرم الشيخ لإنتاج خام الألبايت، ويتم استخرج وطحن خام الألبايت بطاقة إنتاجية 480 ألف طن سنويا، ويستخدم فى صناعات «الزجاج والبورسلين والسيراميك والرخام»
وتضم الوحدة الإنتاجية رقم 2 بإسنا لاستخراج خام الفوسفات الذى يستخرج من خلال 11 منطقة امتياز تباع للشرطة، وذلك من أجل المساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلية من خام الفوسفات الذى يعد العنصر الأساسى فى صناعة «الأسمدة الفوسفاتية وحمض الفوسفوريك»
ويشمل المجمع 4 مصانع للرخام والجرانيت، بمناطق العين السخنة ورأس سدر والمنيا وبنى سويف، بإجمالى الطاق الإنتاجية 7.5 مليون م2 رخام و205 ملايين م2 جرانيت فى العام، كما أنه يوفر 2600 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة
ولم يكن نشاط المحاجر والملاحات بعيدا عن العمل والتطوير، فعملت الدولة على إحكام السيطرة والحوكمة على المحاجر بنطاق أراضى الدولة لتحقيق العائد المناسب للحفاظ على مقدرات الدولة المصرية، من خلال توفير قاعدة بيانات جغرافية «الخريطة الاستثمارية»، تشتمل على جميع البيانات المحاجر والملاحة المتاحة لاستغلال أراضى المحافظات وأراضى القوات المسلحة، وذلك من خلال تصوير القمر الصناعى لرصد المخالفات واتخاذ الاجراءات القانونية
اتخذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الإجراءات التى تضمن الحفاظ على البيئة من خلال استخدام التنقية حيث تم الاعتماد على الطاقة الكهربائية لتشغيل جميع معدات وخطوط الإنتاج باستثناء الغلايات التى تم تشغيلها بالاعتماد على الغاز الطبيعى
كما تم إنشاء محطة تحلية مياه بطاقة قدرها 300 م3
يوميا، بخلاف محطات إعادة تدوير المياه التى تستخدم بخطوط الإنتاج لتقليل الهدر من المياه باعتبارها إحدى الثروات الطبيعية بسعة إجمالية 556 م3
بالتوازى مع الاهتمام بالمساحات الخضراء وزراعة الأشجار للحفاظ على البيئة، كما تم مراعاة اتباع أحدث النظم العلمية لاختبار ومراقبة الجودة أثناء عمليات التصنيع وبعدها بالاعتماد على عدد من المعامل المتخصصة التى تم إنشاؤها وتزويدها بأحدث الأجهزة المعملية، وتضم أكفأ المهندسين والكيميائيين المتخصصين فى هذا المجال مما مكن المجمع للحصول على شهادة 9001 ISO
المجمع شهد تطبيق أحدث المعايير فى مجال الصحة والسلامة المهنية ما أهل المجمع للحصول على شهادة (45001 ISO)، بخلاف إنشاء شبكة إطفاء ومكافحة حريق آلية لتأمين مجمع مصانع إنتاج الكوارتز واعتمادها من جهات الحماية المدنية
الرمال البيضاء.. جوكر الصناعات الحديثة.. تستخدم فى صناعة الزجاج ورقائق السليكون والعدسات.. تتواجد بمصر بوفرة وبجودة عالية بخليج السويس وساحل البحر الأحمر وسيناء.. وطرحت بالمزايدة العالمية للبحث عن المعادن
تعد الرمال البيضاء من أهم أنواع الرمال التى تدخل في الصناعة، وتتكون أساسا من حبيبات السيليكا المكونة من معدن الكوارتز وترجع تسمية الرمال البيضاء "برمال الزجاج" أو رمال السيليكا لأنها المادة الأساسية لصناعة الزجاج، ويعود تاريخ صناعة الزجاج إلى عام 2000 قبل الميلاد حيث عهود قدامی الفينيقيين والمصريين والهنود وبعض سكان الشرق الأقصى، ومنذ ذلك الحين دخل الزجاج في أغراض عديدة من حياة الإنسان اليومية، فتم إستخدامه في صناعة الأنية المفيدة و مواد الزينة بما في ذلك المجوهرات
وتستخدم الرمال البيضاء "رمال السيليكا" فى العديد من الصناعات المهمة، حيث تستخدم على نطاق واسع في صناعة الزجاح والحراريات والسيراميك والخزف والصينى، بالإضافة إلى بعض الصناعات الأخرى مثل مناعة رقائق السليكون والألياف الزجاجية والعدسات البصرية، وفي صناعة الأسمنت الأبيض ورمل المسابك والمرشحات، وفي صناعة المنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية
وتتواجد رواسب الرمال البيضاء "رمال الزجاج" في مصر بوفرة وبجودة عالية على إمتداد خليج السويس وساحل البحر الأحمر وجنوب سيناء ومن أهم تلك المواقع وادي الدخل، طريق إدفو - مرسي علم، وادي قنا، هضبة الجنة بجنوب سيناء
يذكر أن الرمال البيضاء جاءت ضمن المزايدة العالمية الجديدة للبحث عن الخامات التعدينية والمعادن المصاحبة والتي تم الإعلان عنها خلال شهر نوفمبر الماضي وتشمل معادن "الحديد والفوسفات والنحاس والرمال البيضاء والفلسبار وأملاح البوتاسيوم والرصاص والزنك والكاولين وطمى بحيرة ناصر"، وذلك في عدة قطاعات على مساحة حوالى 16 كيلو مترا مربعاً، وتتضمن تلك المزايدة معايير تقييم مستحدثة تتضمن مدى ما يحققه المستثمر من قيمة مضافة من خلال العمليات التصنيعية والتحويلية للمعادن المستخرجة
المصدر :- الشروق - اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق